إن جميع المتاجرين الناجحين الذين أنا على اتصال بهم قد كتبوا منهجيتهم الدقيقة للمتاجرة، في وقت ما. هل سمعت عن قصة أحد أكثر متاجري النظام شهرة على مر العصور، ريتشارد دينيس؟ في منتصف 1983، كان لدينيس وجهة نظر مختلفة منذ فترة طويلة مع صديقه القديم بيل إغهارت حول ما إذا كان المتاجرين العظماء يولدون أو يصنعون. فدنيس يعتقد أنه يمكن تقسيم المتاجرة إلى مجموعة من القواعد التي يمكن أن تنتقل إلى الآخرين. ومن جهة أخرى، يعتقد إغهارت إن للمتاجرة المزيد لتفعله مع الغرائز الفطرية والمهارة التي تأتي بشكل طبيعي.
من أجل تسوية المسألة، اقترح دنيس أن يقوما بتوظيف وتدريب بعض المتاجرين، ومنحهم حسابات فعلية للمتاجرة بها، لمعرفة من الذي كان محقاً. ولاختصار القصة، فقد علّم دنيس منهجيته في المتاجرة لمجموعة من الطلاب سمّاها “المتاجرين السلاحف”. ولقد أصبحت هذه المجموعة من المتاجرين لاحقاً من الأكثر نجاحاً في كل الأوقات، مما يثبت أن خطة متاجرة مدروسة وموثقة جيداً هي مفتاح النجاح.
ملاحظة جانبية
لا بد من الاعتراف بأن طريقة دنيس في المتاجرة ليست مناسبة للجميع، فقد أدّت أكثر من 60٪ من جميع الصفقات التي اتخذها النظام إلى خسارة. لم يكن النظام هو الذي جعل هؤلاء المتاجرين ناجحين جداً، بل إنه دنيس الذي أراهم أهمية وجود خطة واتباعها.
إن خطة المتاجرة هي ببساطة مجموعة من القواعد التي تتناول كل جانب من جوانب المتاجرة مثل قواعد الدخول والخروج وإدارة الأموال. وبغض النظر عن مدى تعقيدها، فإن الاختبار الجيد لخطتك في المتاجرة أن تسلمها لشخص آخر لقراءتها بدقة، ومن ثم معرفة ما إذا كان لديه أي أسئلة حولها. إذا كان بإمكانه الفهم وبسهولة لجميع القواعد ومتطلبات استراتيجيتك مع قليل من الأسئلة، فعند ذلك تكون قد كتبت خطة متاجرة معتبرة.